
نشرت وسائل إعلام مقرّبة من قوات الحرس الوطني في السويداء،اعترافات جديدة أدلى بها أسرى يتبعون لوزارتي الداخلية والدفاع السورية.
وفي الاعترافات ظهر في أحد المقاطع المصوّرة أسير قال إنه يتبع لقوات وزارة الداخلية السورية، ويتبع لما يُعرف بـ«الحاج أبو عبادة» قائد فرقته.
وأوضح أنه أبلغ مجموعته بوجود اجتماع في المفرزة، حيث طُلب منهم خلع بدلاتهم العسكرية وارتداء لباس العشائر، مع إبلاغهم بأن الوجهة ستكون «طلعة إلى السويداء».
وأضاف أنه عند وصولهم، قيل لهم إنهم قوة لفضّ نزاع، إلا أنهم تلقّوا لاحقًا أوامر مباشرة من أبو عبادة بالتقدّم، مع التشديد على ضرورة دخول مدينة السويداء.
كما أشار إلى أنهم تلقّوا تعليمات بإطلاق النار وقتل أي شخص يُشاهد وهو يحمل سلاحًا.
وأوضح الأسير أن قادته أخبروهم قبل التوجّه بأن "أهل السويداء كفّار ويشتمون الله"، مؤكدًا أنه لم يرَ أيًا مما قيل له، بل على العكس، قال إن الأهالي قدّموا له الطعام والماء، وكانت المعاملة جيدة.
ووجّه الأسير رسالة إلى رفاقه في الأمن العام قال فيها: "كل ما قيل لنا خلال الاجتماع كان كذبًا".
وقال أسير آخر يتبع لوزارة دفاع إنهم تلقّوا أوامر بحمل ما يريدون من السيارات، في إشارة إلى سيارات السويداء، مؤكدًا أن قائد فرقته هو من أصدر هذا الأمر.
يذكر أنه بين يومي 15 و16 تمّوز/ يوليو، نفّذت قوّات وزارتي الدفاع والداخلية السورية والميليشيات العشائرية، عمليّة عسكرية في السويداء استخدمت فيها القوّة المفرطة بالدبابات والمدفعية وقذائف الهاون والدرونات.
واستولت القوّات المهاجمة على ريف السويداء الغربي، وأجزاء من مدينة السويداء.
ونتيجة تصدّي فصائل السويداء المحلّية، والمقاومة الأهلية، وأيضاً ضربات الطيران الإسرائيلي على إدارة الأركان في دمشق، وعلى أرتال القوّات المهاجمة، اضطرّت “الإدارة الانتقالية” إلى سحب قوّاتها.
ومع تكشّف فجر 17 تمّوز/ يوليو، بدأت تتكشّف آثار المجزرة التي ارتكبتها تلك القوّات، حيث خلفت مئات القتلى في مدينة السويداء وحدها، غالبيتهم من المدنيين، ممن قُتلوا في بيوتهم.
وقد تعرّضت جميع المناطق التي دخلتها تلك القوّات إلى نمط ممنهج من الإعدامات الميدانية، والتعذيب، الإهانة والإذلال، وفقدان المئات من الأهالي أيضاً، عفّشت تلك القوّات كلّ محتويات البيوت التي دخلتها، وأضرمت النيران بكثير منها.