
دعا الشيخ غزال غزال، المرجعية الروحية العليا للطائفة العلوية ورئيس المجلس الإسلامي العلوي الأعلى في سوريا والمهجر، أبناء الطائفة إلى الخروج في مظاهرات غدًا الأحد الثامن والعشرين من كانون الأول، ابتداءً من الساعة الثانية عشرة ظهرًا وحتى الخامسة عصرًا، في جميع المناطق العلوية، للمطالبة بالفدرالية وحق تقرير المصير.
وأكد الشيخ غزال أن ما يعيشه المكون العلوي اليوم ليس حدثًا عابرًا ولا فوضى عمياء، بل "حرب إبادة ممنهجة" تُمارس بحقهم على مرأى ومسمع العالم، مشيرًا إلى أن السلطة لم تترك شكلًا من أشكال الإجرام إلا وارتكبته، من قتل في دور العبادة، وذبح في البيوت، واغتيال في الأرزاق، واعتقالات جماعية للرجال، وخطف النساء بلا رادع، فقط لأنهم يحاولون إطعام أطفالهم.
وأضاف أن ما يجري ليس صراعًا بين أطراف متنازعة، بل هو "قتل على الهوية" يهدف إلى كسر الإرادة وفرض الخضوع بالقوة، مشبهًا ما يحدث بالنازية التي مورست ضد الشعب اليهودي.
واعتبر أن هذه السياسة القذرة تدفع المظلومين قسرًا نحو العنف، لتشويه المظلومية وتحويلها إلى جريمة، وليُستخدم الدم المسفوح وقودًا لمجازر جديدة.
وتوجه الشيخ غزال إلى المجتمع الدولي وصناع القرار، محذرًا من أن الصمت عن هذه الجرائم يعني مزيدًا من القتل والانهيار، وأن استمرار الوضع دون حلول جذرية وحماية دولية عاجلة سيؤدي إلى تعميق الدمار.
وأكد أن التاريخ سيسجل أن العالم اختار الصمت والتجاهل أمام هذا الكم من الإرهاب وشلال الدماء.
وفي رسالة إلى أبناء الطائفة قال: "لسنا صمتًا يجزع ولا خوفًا يفرض، نحن غضب الكرامة حين يفيض، نحن بركان حق إذا انفجر لا يُخمد.
إما أن نكون على هذه الأرض جذورًا لا تُقتلع أو لا نكون".
وأضاف: "لن نركع ولن نؤجل المصير الذي رُسم بدماء شهدائنا، ولن تعبر مشاريعهم فوق أجسادنا، فالكراهية لن ترد إلا خسارتهم بسلم مذخر بالكرامة والثبات".
وشدد على أن يوم غد سيكون "طوفانًا بشريًا سلميًا يملأ الساحات"، وأن المكون العلوي سيُظهر للعالم أنه لا يمكن أن يُهان أو يُهمش، داعيًا كل الأحرار من باقي المكونات السورية للوقوف معهم ودعم مطالبهم. وأوضح أن الهدف ليس حربًا أهلية بل "فيدرالية سياسية" تضمن حق تقرير المصير.
وتأتي هذه الدعوة في وقت حساس، مع استمرار الأزمة السورية وتراجع الثقة بالحلول السياسية التقليدية حيث يطالب بعض المكونات بحقوق سياسية أوسع وسط اتهامات بانتهاكات واسعة بحقهم، فيما تعكس المطالب بالفدرالية وحق تقرير المصير، الرغبة في إعادة هيكلة النظام السياسي بما يضمن حماية المكون العلوي وحقوقه.