جهينة نيوز-كفاح نصر:
حين يتكلم موظف في الخارجية الأمريكية , فهناك مئات الببغاوات يرددون ورائه , فإذا قام الأمريكي بالحديث عن كوريا الديمقراطية , سيردد ورائه عشرات المسؤوليين الآوروبيين و حلفاء واشنطن حول العالم , و ستبدأ قنوات عرب أمريكية و خصوصا في الخليج ببث أفلام عن الحرية في كوريا الديمقراطية , و تجد على الأنترنيت مئات آلاف الصفحات و المقالات , و يصبح هم بعض المثقفين العرب هو فقط اين الديمقراطية في كوريا الديمقراطية , و لكن آخر ما قالته واشنطن و رددته ببغاواتها هو السلاح الكيماوي السوري.
فقاعه الأسلحة الكيماوية السورية الإعلامية:-
الأمريكي ذكي ليتعامل مع كل حدث كالمنشار ضمن سياسة (ضرب العجين بالحيط اما بيلزق أو بيعلم), و حين بدأ حملته عن الأسلحة الكيماوية السورية , الجميع يدرك تماماً أن الأمريكي لم يرصد الأسلحة الكيماوية التي لم تتحرك أصلاً و كان السؤال ماذا يكمن خلف هذه الفقاعه الإعلامية:
- هل هي كفقاعه الأسلحة النووية العراقية يؤسس لتدخل خارجي في سورية
- أم هي حرب نفسية على القيادة السورية و الشعب السوري و عملية غسل دماغ للشارع الغربي من خلال إسترجاع مجازر حلبجة في العراق للأذهان و
تأليب الرأي العام الغربي ضد سورية.
- أم هي نوع من التهديد بتسليح" المعارضة السورية" بعبوات كيماوية لإرتكاب مجازر بهدف الضغط على روسيا.
- أم هي كما صرح إيهودا باراك وزير الحرب الصهيوني سبب لتدخل عسكري إسرائيلي بحجة منع وصول هذه الأسلحة الى حزب الله.
الأسلحة الكيماوية السورية:-
بحسب مصادر عسكرية صهيونية , إن الصراع بأسلحة غير تقليدية في المنطقة ستكون نتيجته لصالح الطرف الضعيف أي سورية, و بحسب المصادر الإسرائيلية التي نشرت تصريحاتها يديعوت أحرونوت قبل أشهر فإن قيام إسرائيل بتدمير دمشق تماماً , مهما كان الرد السوري على تل أبيب فالنتيجة ستكون بقاء سورية و زوال إسرائيل.
و بحسب مصادر غربية فإن سورية تملك على الأقل ثلاث أصناف للأسلحة الكيماوية و البيولوجية محلية الصنع , و قادرة على ضرب تل أبيب بواسطة رؤوس صاروخية قتالية أو عبر طائرات سوخوي 27 التي تملكها سورية , و بالتالي يدرك الغرب أن السلاح الكيماوي السوري و الحاملات السورية لهذا السلاح إن كان عبر الصواريخ أو عبر طائرات قاذفة هي توازن الرعب الذي يمنع الغرب من التفكير حتى بشن عدوان على سورية.
التوازن العسكري:-
لا يخفى على أحد أن موازنه جيش الحرب الصهيوني ضعف موازنه الجيش العربي السوري دون المساعدات الأمريكية , علماً بأن الجيش الصهيوني يمتلك تقانات باهظة الثمن و إعتماده على العنصر البشري أقل من إعتماد الجيش العربي السوري , و بالتالي تسليحياً يمكن القول إن موازنة جيش الحرب الصهيوني هي ضعفين لموازنه الجيش العربي السوري, و الرئيس الراحل حافظ الاسد كان يدرك تماماً أن تحقيق توازن قتالي مع الكيان الصهيوني أمر شبه مستحيل لكن يمكن خلق توازن إستراتيجي عبر توازن الرعب و عبر قدرة الردع و منذ توقيع إتفاق كامب ديفيد و إعلان الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد بدء العمل على تحقيق توازن إستراتيجي و مر الجيش العربي السوري بعدة مراحل أساسية جعلته قوة رادعه و قادرة على تهديد أمن الكيان الصهيوني.
الردع السوري المرعب:-
لم تفكر سورية بإمتلاك طائرات قيادة معارك جوية على نمط الأواكس لعدم قدرتها بل بدأت بالتفكير بطريقة إسقاط الآواكس الصهيوني و نجحت سابقاً بهذا الأمر, لم تفكر بشراء أسراب مقاتلات و قاذفات توازي القدرة الجوية الصهيونية , بل بدأت بإمتلاك صواريخ قادرة على رد الغارات الصهيونية و بنفس الوقت ضرب القدرات الجوية الصهيونية بمضادات جوية, و كان هناك ثلاث مراحل أساسية لتطوير قدرات الجيش العربي السوري:-
1982-1992 :- بدأ الجيش العربي السوري بالتأسيس لمرحلة الردع الصاروخي و كانت البداية بشراء صواريخ اس اس 21 كأول صاروخ ارض ارض متوسط المدى و ذا دقة عالية و يمكن ضربه بكثافة.
1992-2002 :- بدأ الجيش العربي السوري بالتدريع و التحصين للدخول الى الحرب بكل الظروف بما فيها عدم وجود غطاء جوي , و خلال هذه المرحلة حذرت إسرائيل من أن سورية إمتلكت صواريخ كورية قادرة على تهديد آوروبا و عن ترسانات كيماوية ضخمة.
2002-2012:- الجيش العربي السوري يبدأ بالإحتراف من خلال الإعتماد على صواريخ بحر بر جو لصد أي هجوم معادي , و القدرة على القتال بقوات خاصة خلف خطوط العدو على طريقة حرب العصابات, و بذات الوقت القدرة على تكبيد العدو ضربات مؤلمة , و خلال حرب تموز تبين بعض قدرات صد الهجمات المعادية حين تمت إصابه البارجة ساعر 5 و من خلال التصدي لهجوم دبابات , و توقفت الحرب قبل أن تدخل صواريخ أرض أرض مرعبه في الحرب, و دون إستعمال أي مضادات جوية ذات قدرة صد هجمات.
و بالتالي الجيش العربي السوري منذ العام 1982 حيث بدأ بالعمل على خلق توازن إستراتيجي مع الكيان الصهيوني , ليتمكن من قتال إسرائيل بمفرده , و بناء الجيش أصلا جاء بعد تمكن وحدات الجيش من القتال ما يقارب من 3 أشهر وحيدا بعد خروج مصر من حرب العام 1973 , و لكن في العقد الأخير تطوير قدرات الجيش العربي السوري حوله من جيش قادر على صد هجوم الى جيش قادر على صد هجوم و تنفيذ هجمات مؤلمة, منعت واشنطن من التفكير بشن أي حرب على سورية بشكل مباشر أو عبر الكيان الصهيوني.
هذا ما تريده واشنطن:-
لا يمكن إعتبار تهديدات إيهودا باراك بشن عدوان على سورية لإحتواء سلاحها الكيماوي , الا أمر عمليات للعصابات المسلحة في الداخل السوري , بهدف شن هجمات على مراكز حيوية و إستهداف عقول صناعه الصواريخ و السلاح الكيماوي , و كانت سابقا هذه العصابات قد إستهدفت أحد أهم دكاترة كلية الكيمياء في حمص و اليوم اغتالت ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻧﺒﻴﻞ ﺯﻏﻴﺐ الذي ﻳﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻟﺼﺎﺭﻭﺧﻲ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ , مما يشير بوضوح الى ان واشنطن جندت كل هؤلاء المرتزقة و كل هذه الحرب الإعلامية و كل هذا المال و إستنزفت كبار عملائها فقط لعجزها عن شن حرب على سورية , و أما إيهودا باراك الذي وقف جيشه عاجزاً أمام ثلة من مقاتلي المقاومة في لبنان من رجال حزب الله , حين يهدد سورية و حزب الله معاً هو يدرك تماماً أن هذه المعركة هي معركة القضاء على الكيان الصهيوني مهما كانت كلفتها, و الأهم من ذلك أن الأمريكي باراك أوباما سيلجم إيهودا باراك لان توسع الحرب يعني القضاء على مصالح واشنطن في المنطقة.
و يبقى السؤال برسم "المعارضة السورية "هل إسرائيل أو واشنطن قادرة على إنقاذكم , هل حمد أو عبد الله أو عبد الله قادر على إنقاذكم , بالطبع لا و أكبر عملاء
واشنطن من" المعارضة السورية "يدرك هذه الحقيقة و لكن لا إراده له , و لكن في سورية كما كان لدينا إرادة لبناء جيش مرعب, لدينا إرادة للقضاء على عملاء واشنطن
و تمريغ وجه الأمريكي في التراب ليكونوا درس لكل من ستسول له نفسه في المستقبل تصديق الأمريكي, فالحسم بدأ و اليد التي تعبث بأمن الوطن ستقطع, و من يعتقد أن واشنطن تدافع عن عملائها لأجل مصالحها , سنثبت له أن واشنطن لن تحمي عملائها , و ما حدث من بابا عمر وصولاً الى الميدان هو أكبر دليل على أن واشنطن أعجز عن حماية عملائها في سورية و هذا ما سنثبته في الاسابيع القادمة بعد بتر كل يد حملت سلاح ضد مواطن سوري.
19:10
06:28
06:32
06:41
08:46
09:46
12:46
15:38
17:34
18:31
18:37
21:07
22:57
23:20
10:45
13:41
14:51