تظاهرات "طوفان الكرامة" تتحوّل إلى اشتباكات دامية على الساحل السوري

الإثنين, 29 كانون الأول 2025 الساعة 18:35 | شؤون محلية, أخبار محلية

تظاهرات

خرجت، يوم أمس الأحد، تظاهرات شعبية واسعة في مدن وأرياف الساحل السوري، خصوصاً في محافظتي اللاذقية وطرطوس، تحت عنوان "طوفان الكرامة"، للمطالبة بوقف الانتهاكات، والإفراج عن المعتقلين، وتوسيع الحقوق المدنية والسياسية، في أكبر تحرك احتجاجي تشهده الطائفة العلوية منذ أشهر.

 

تفاصيل التظاهرات ومطالبها

انطلقت التظاهرات بعد دعوة من الشيخ غزال غزال، رئيس المجلس الإسلامي العلوي الأعلى، الذي حثّ على الخروج في تظاهرات سلمية رفضاً لـ"عمليات القتل والتحريض التي تُهدد السلم الأهلي"، ورفضاً لما اعتُبر استهدافاً متكرراً للطائفة العلوية بما في ذلك تفجير مسجد في حمص قبل أيام، والذي أسفر عن استشهاد 8 أشخاص وإصابة العشرات أثناء صلاة الجمعة في منطقة ذات غالبية علوية.

 

وقال مشاركون إنهم نزلوا إلى الشوارع للمطالبة بـاللامركزية والحكم الفيدرالي، وحرية التعبير، وإنهاء الاعتقالات التعسفية، ومعاملة عادلة لكل السوريين، مؤكدين في هتافاتهم أن "الشعب العلوي يطالب بكرامته وحقه في الحياة والعدالة".

 

تحوّل السلمية إلى عنف مسلّح

على الرغم من أن الاحتجاجات بدأت بشكل سلمي، سرعان ما تحوّلت إلى اشتباكات عنيفة بعد وصول مجموعات من أنصار السلطة الانتقالية والأطراف المؤيدة إلى الساحات، ووقوع اعتداءات بالحجارة والعصي والأسلحة الخفيفة، ما أدى إلى تفاقم التوتر بشكل سريع.

 

وبحسب التقارير الرسمية والمعارضة، أدى التصعيد إلى مقتل 3 – 4 أشخاص على الأقل وإصابة نحو 60 آخرين بجروح مختلفة، بينهم عنصر أمني، وآخرين نتيجة اعتداءات متبادلة بين المتظاهرين وأنصار السلطة، وسط حالة من الفوضى في مواقع عدة.

 

وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن من تسميهم "فلول النظام المخلوع" شنّوا هجمات مسلحة خلال التظاهرات، ما أسفر عن إصابات بين قوات الأمن والمحتجّين، في حين ألقى المتظاهرون باللوم على السلطات في فشل حمايتهم والسماح لأنصارها بالالتحام معهم واستخدام العنف ضدهم وضد النساء والاطفال، الأمر الذي أدى إلى تفاقم العنف.

 

وحول الضحايا الذين سقطوا خلال المواجهات، أكدت مصادر محلية من أبناء حي الدعتور في اللاذقية أن الشاب حيدر معلا قُتل برصاص مسدس في الرأس خلال هجوم نفذه أنصار السلطة.

 

حالة الطوارئ الأمنية وتدخل الجيش

بعد تصاعد العنف، أعلن الجيش السوري نشر وحدات مدرعة في دوار الأزهري باللاذقية، وبدأت قوات الأمن بمُراقبة الشوارع وفرض طوق أمني مع محاولة استعادة السيطرة على الأوضاع التي تطورت بشكل متسارع بسبب الفوضى التي أحدثها أنصار السلطة خلال هجومهم على المتظاهرين الذين اضطر البعض منهم للدفاع عن أنفسهم بالأسلحة البيضاء، وفقاً لشهادات الأهالي. كما نفذ أنصار السلطة بعد فض التجمعات هجمات على المحال التجارية والأبنية السكنية لأبناء الطائفة العلوية في الرمل الشمالي وشارع الجمهورية والمشروع السابع، وقاموا بأعمال تكسير وتخريب واسعة، إلى أن تدخلت القوات الأمنية وأخرجتهم من دون تسجيل أي أعمال اعتقال.

 

أحداث مرافقة في محافظات وسط البلاد

ولم تقتصر الاحتجاجات على الساحل، بل شهدت مناطق في حمص وريف حماة الغربي وسهل الغاب أيضاً تظاهرات وانتشاراً أمنياً واسعاً، في مشهد يعكس امتداد حالة الاحتقان في بعض أرجاء البلاد.

 

تأثيرات إنسانية وسياسية

تسببت أحداث الاضطرابات بشلّ الحركة التجارية والخدميّة في المدن الساحلية بعد إغلاق شوارع رئيسية ومحال تجارية خوفاً من التصعيد.

 

وبحلول اليوم الاثنين، عاد الهدوء النسبي إلى معظم المدن والأحياء، مع استمرار انتشار محدود لدوريات الأمن والجيش في الشوارع لمنع تجدد الأحداث، بينما بدأ السكان في العودة إلى حياتهم اليومية.


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا