جهينة نيوز:بقلم:د.رغداء مارديني
سباق محموم باتجاه السيطرة.. والبوصلة بدأت تتجه نحو أفريقيا.. فمنذ أواخر عام 2010، أطلقت قطر مبادرة لـ«تعزيز الأمن الغذائي في البلدان الأفريقية القاحلة» بطرحها مشروع «التحالف العالمي للأراضي الجافة».
واليوم ، يرصد ريع كتاب (ميرفي) لصموئيل بيكيت، والذي بيع في مزاد علني مترف، ما شكل أعلى نسبة مبيع، يمكن أن تدفع إضافة لمكافحة الفقر في العالم، إلى توفير ستة خزانات من المياه تحوي الآلاف من ليترات المياه النظيفة والآمنة للأسر في أماكن النيجر وغرب أفريقيا.. ولعل الأمر المشترك في هذا الموضوع، هو ذاك التحالف الذي قيل إن المغرب سيكون فيه من بين المؤسسين الأوائل لهذا التحالف، والداعمين له، مثلما كنا نرى من دور ريادي مشبوه تقوم به المملكة الأداة في يد التحالف الأميركي- الغربي- الإسرائيلي على تقويض البنيان السوري، كما أسلفت في مقالات عديدة سابقة.
والمتابع قد يرى فيما ظاهره تحالف واعد، أن باطنه، يرى في المال القطري سبقاً باتجاه السيطرة والتي بدأت بالتخطيط لاستثمار مليارات الدولارات، مثلما استثمرت في السودان ملياري دولار، من بينها شراء سندات حكومية.. إضافة لما نراه في المال القطري أيضاً من سبق باتجاه امتلاك المشاهدين الفرانكفونيين في أفريقيا.. وبخاصة إذا عرفنا أن قناة (الجزيرة) تستعد لغزو القارة السمراء الناطقة بالفرنسية على غرار ما غزت به تركيا عندما أسست شركة (الجزيرة التركية للإعلام) بعدما اشترت قناة (سينا5) المشفرة، برفع قيمة العرض –آنئذ- خمس مرات متتالية لتستقر في النهاية عند مبلغ أربعين مليوناً وخمسمئة ألف دولار، وذلك بغية المشاركة في عطاءات تستهدف شراء قناة تلفزيونية وتحويلها إلى (الجزيرة تورك) التي قامت عبرها ببث برامجها المسمومة باللغة التركية والعربية، تمهيداً لما كان ينتظر للجيران من مؤامرة الربيع العربي في منطقة الشرق الأوسط.
والسؤال: لماذا اختارت الأسرة الحاكمة في قطر (داكار) بدلاً من (باريس) للسيطرة على الشعب الأفريقي في بث قناتها الفرانكفونية؟
تقول صحيفة لوفيغارو نقلاً عن أحد المسؤولين السابقين في الجزيرة: «إن اقتحام القناة الفرنسية (فرانس 24) للمشهد الإعلامي في عز الربيع العربي العام الماضي، إذ تراجع أداء الجزيرة، ما أوحى بفقدان القناة مصداقيتها في نظر الرأي العام العربي.. وكانت (فرانس24)، قد حققت آنذاك تفوقاً غير مسبوق، واحتلت المرتبة الثانية، مقاربة نسبة مشاهدة قناة الجزيرة، ومتخطية قناة العربية الممولة سعودياً، كما نقل أيضاً موقع ميديل ايست أونلاين، وفقاً لإحصاءات معهد (ايبسوس).. والأهم من هذا وذاك، هو المؤشر في البوصلة الذي بدأ يخطط لحملة تضليل إعلامية استباقية مفبركة، دخل فيها المال القطري المسموم بحجة المحل والقحط في الأرض.. ليصنع المحل والقحط في العقول، مبرمجاً إياها باتجاه ربيع مزيف آخر.. استعداداً ربما لمؤامرة سقطت على أبواب دمشق.. لتفتح لها الأبواب والشبابيك في أفريقيا.. ومن الطبيعي أن تبدأ البرمجة بإطلاق قناة للجزيرة، ناطقة بأكثر اللغات الأفريقية انتشاراً (اللغة السواحلية) في رد لهدف بعيد قريب، مازالت شركات موزة تدقّ بيدها على (عبّها) عهدا على تحقيقه.